علاء لطفي
في كلمة له في عيد توحيد
ألمانيا، أمس الإثنين، 3 أكتوبر 2022، قال فرانك هارتمان، سفير ألمانيا بالقاهرة:
" إن إعادة توحيد ألمانيا في يوم ٣ أكتوبر ١٩٩٠ كان من أسعد الأيام في التاريخ الألماني، إذ أن سقوط حائط برلين و الستار الحديدي وانهاء تقسيم أوروبا بين شرق وغرب قد منحنا الأمل في عالم أفضل، وكانت ألمانيا ممتنة للغاية لهذه الهدية التاريخية، وتحديداً للولايات المتحدة الأمريكية ، وفرنسا و المملكة المتحدة، ثم الاتحاد السوفيتي ، تحت قيادة السيد/ ميخائيل جورباتشيف.
اليوم - وبعد مرور ٣٢ عاماً – فإن الحرب قد عادت إلى أوروبا، فأوروبا والعالم مهددين بحرب مدمرة شنتها روسيا على أوكرانيا، وهي تستهدف التشكيك في حق الشعب الأوكراني في الوجود وتقرير المصير. نحن نقف هنا متضامنون مع الشعب الأوكراني الذي يدافع عن حريته وحريتنا، وديموقراطيته وديموقراطيتنا ضد الاعتداء. إن الشعب الأوكراني في حاجة إلى تضامننا ودعمنا.
إن هذه الحرب لا تتحدى
أمن أوروبا فقط بل تعرض الأمن الغذائي والاستقرار الاقتصادي في العالم بأكمله
للخطر. إن بلدان مثل مصر أو أنحاء أخرى من العالم يدفعون ثمن الاعتداء الروسي على
أوكرانيا.
إن الأمر لا يتعلق "بنحن، أو هُم"، فنحن لا نود أن ندخل في حرب باردة جديدة، بل إن هدفنا المشترك هو حماية النظام العالمي القائم على أسس القانون الدولي وكذلك حماية ميثاق الأمم المتحدة والدفاع عن السلام العالمي.
لهذا، فنحن نتواصل مع أصدقائنا في مصر وفي العالم للدفاع عن النظام العالمي ضد المخاطر، ولتوضيح أن الاستفتاءات غير القانونية وضم المناطق، وخطابات التهديد باستخدام السلاح النووي ليس لها مكان في القرن الواحد والعشرين. هذا الموقف علينا تبنيه معآ في الجمعية العامة للأمم المتحدة."
نص الكلمة:
حضرة معالي الدكتور أيمن عاشور، وزير التعليم العالي
معالي السادة الوزراء،
معالي الدكتور/ ينس براندنبورج، وكيل وزارة التعليم
والبحث العلمي الألماني
سعادة السيد/ مارتن شولتس، الرئيس الأسبق للبرلمان
الأوروبي ورئيس مؤسسة فريدريش إيبرت
السيدات والسادة الأفاضل،
إنه لمن دواعي سروري أن أرحب بكم جميعاً بحديقة السفارة الألمانية بالقاهرة لنحتفل بعيد الوحدة الألمانية، وكذلك لكي نحتفل بمرور سبعين عاماً على إقامة العلاقات الدبلوماسية بين جمهورية ألمانيا الاتحادية وجمهورية مصر العربية.
إن إعادة توحيد ألمانيا في يوم ٣ أكتوبر ١٩٩٠ كان من أسعد الأيام في التاريخ الألماني. إن سقوط الستار الحديدي وانهاء تقسيم أوروبا بين شرق وغرب أعطانا الأمل في عالم أفضل.
اليوم - وبعد مرور ٣٢ عاماً – فإن أوروبا والعالم مهددين بالحرب التي شنتها روسيا على أوكرانيا، تلك الحرب التي يود بها التشكيك في حق الشعب الأوكراني في الوجود وفي تقرير المصير. نحن نقف هنا متضامنون مع الشعب الأوكراني الذي يدافع عن أرضه وعن أرضنا، وعن الحرية والديمقراطية ضد الاعتداء. هم يحتاجون إلى تضامننا معهم ودعمنا لهم. (سفير أوكرانيا/ ميكولا ناهورني)
إن هذه الحرب لا تؤثر على أمن أوروبا فحسب، بل تؤثر أيضا على الأمن الغذائي والاستقرار الاقتصادي في العالم بأكمله. بلدان مثل مصر أو أنحاء أخرى من العالم يدفعون ثمن الاعتداء الروسي على أوكرانيا.
إن الأمر لا يتعلق بهم. نحن لا نود أن نقسم العالم وأن ندخل في حرب باردة جديدة، بل إن الأمر يتعلق بحماية النظام العالمي القائم على أسس القانون الدولي وكذلك بحماية ميثاق الأمم المتحدة والسلام في العالم.
لهذا نحن نلجاً إلى أصدقائنا في مصر وفي العالم لحماية النظام العالمي ولتوضيح أن الاستفتاءات غير القانونية وضم المناطق خطابات التهديد باستخدام السلاح النووي ليس لهم مجال في القرن الواحد والعشرين.
نحن نحتفل اليوم مع مصر بشراكة وصداقة طويلة الأمد تمتد إلى أكثر من سبعين عاماً التي تمثل العلاقات الدبلوماسية. إن إعجابنا بالحضارة المصرية وكذلك الأبحاث التي قمنا بها في هذا المجال ترجع إلى قرون طويلة، فاسهامنا في التعليم الحديث في مصر بدأ في عام ١٨٧٢.
نحن فخورون باسهامنا في مجال التعليم والعلوم في مصر. لدينا سبعة مدارس ألمانية وسبع وعشرون مدرسة شريكة ولدينا كذلك الجامعة الألمانية في القاهرة – وهي أكبر جامعة ألمانية خارج حدود ألمانيا في العالم – بالإضافة إلى الجامعة الألمانية الدولية، كل هذا يمثل دعائم التعاون فيما بيننا. إنه لمن الصدف السعيدة أن تحتفل الجامعة الألمانية في هذه الأيام بمرور عشرين عاماً على تأسيسها، وأن يتواحد الأستاذ الدكتور/ أشرف منصور وجميع ضيوفه من الجامعة بيننا اليوم.
كذلك فأنه لمن دواعي الفخر لي بصفة خاصة أن أرحب بمعالي
الدكتور/ أيمن عاشور، وكذلك وكيل الوزارة الألماني الدكتور/ براندينبورج – ضيوف
شرف بيننا اليوم للاحتفال معنا بالتعاون فيما بيننا في مجالي التعليم والبحث
العلمي.
جدير بالذكر أنه لا يمكن تصورألمانيا الحديثة دون علاقات الاندماج ذات الجذور العميقة مع الاتحاد الأوروبي وكذلك دون علاقات الصداقة والشراكة القوية مع فرنسا. (السفير/ مارك بريتي).
ومن دواعي سروري وفخري اليوم أن أرحب بسعادة السيد/ مارتن شولتس، الرئيس الأسبق للبرلمان الأوروربي، والذي يشغل حالياً منصب رئيس مؤسسة فريدريش إيبرت الألمانية.
إن مؤسسة فريدريش إيبرت تولي أهمية لضرورة الحوار المجتمعي والدور الأساسي الذي تضطلع به مؤسسات المجتمع المدني في سبيل تحقيق ازدهار المجتمع. كما أن اسهامهم أساسي في انجاح مؤتمر أطراف اتفاقية الأمم المتحدة الاطارية لتغير المناخ COP27.
جدير بالذكر أن هذه الاحتفالية لم تكن لتقام دون الدعم
الذي قدمه الرعاة واسهامهم الكريم. هؤلاء يمثلون الدعامة والركيزة الثالثة والقوية
في العلاقات الاقتصادية بين بلدينا، ذلك بالإضافة إلى الاسهام التكنولوجي الذي
تقدمه الشركات الألمانية لمشروعات التحديث في مصر. في مؤتمر
أطراف
اتفاقية الأمم المتحدة الاطارية لتغير المناخ COP27 سوف نقوم
بصفة خاصة بالقاء الضوء على التميز التكنولجي الألماني في مجال الطاقات المتجددة
والتكنولجيات الحديثة، مثل الهيدروجين الأخضر، تلك الأمور التي تعد من المتطلبات
الأساسية لتحول الطاقة.
ورعاة حفلنا اليوم هم: اليانز مصر، لوفاتهانزا للشحن، مرسيدس بنز مصر، ساب مصر، سيمنز مصر، شركة السويس للأسمنت، وفنترشال ديا.
أشكركم جميعاً على كل هذا الدعم، وأتمني لجميع الضيوف
أمسية سعيدة.
 |
