علاء لطفي
يسافر رئيس الوزراء ميشائيل كريتشمر إلى العاصمة المصرية القاهرة اليوم ٨ أبريل ٢٠٢٥، حيث سوف تركز الزيارة على تعزيز وتوسيع نطاق التعاون في مجال التعليم وكسب العمالة الفنية الماهرة. ومن المزمع كذلك إجراء لقاءات مع ممثلين سياسيين رفيعي المستوى في البلاد. وسوف يرافق الوزير كريتشمر في رحلته وزيرة الدولة للعلوم الأستاذة الدكتورة هايكي جراسمان بالإضافة إلى وفد من ممثلي الجامعات والعلوم.
وقبل مغادرته صرح رئيس الوزراء كريتشمر بما يلي: "إن العلاقات بين ساكسونيا ومصر لها أهمية كبرى بالنسبة للتنمية الاقتصادية والتبادل العلمي فيما بيننا. كما تؤكد المبادرات العديدة مثل المركز المصري الألماني للوظائف والهجرة وإعادة الإدماج ومدرسة ساكسونيا الدولية أو جامعة ساكسونيا مصرعلى جهودنا الرامية إلى تشكيل مستقبل ساكسونيا معاً، وذلك بشكل فعال من خلال التعاون الدولي في مجالات الاقتصاد والهجرة والتعليم. وبالإضافة إلى ذلك تعمل الجامعات والمؤسسات البحثية في ساكسونيا بشكل وثيق مع الشركاء المصريين على تعزيز التبادل العلمي والنهوض بالمشاريع البحثية المشتركة. هذا التعاون يعزز المشهد العلمي ويساهم في تعميق العلاقات الثنائية التي تعود بالنفع على المنطقتين."
جدير بالذكر أن التعاون الوثيق بين ساكسونيا ومصر يتجلى بشكل خاص في مجال التعليم العالي، وذلك من خلال جامعة ساكسونيا مصر للعلوم التطبيقية والتكنولوجيا في القاهرة، والتي سوف يتم افتتاحها رسمياً يوم الأربعاء (٩ أبريل ٢٠٢٥).
وفي خلال حفل الافتتاح سوف يلتقي رئيس الوزراء كريتشمر بالطلاب وإدارة الجامعة للتعرف على مجالات التعليم. إن الجامعة سوف تقدم في البداية ستة برامج دراسية، وهي: هندسة السيارات وإدارة المستودعات والخدمات اللوجستية والتمريض وأمن الحوسبة والصحة العامة والإدارة الرياضية. على غرار الجامعات المزدوجة تقوم الجامعة بالتدريس وفقاً للمناهج الألمانية وبالتعاون مع خبراء ألمان، حيث يتم تدريس البرنامج باللغتين الإنجليزية والألمانية. كما سوف يحضر حفل الافتتاح كل من وزير التربية والتعليم المصري محمد عبد اللطيف ووزير العمل محمد عبد العزيز جبران.
في هذا السياق قام رؤساء جامعة سكسونيا الغربية للعلوم التطبيقية في تسفيكاو وجامعة بيرج أكاديمي فرايبرج التقنية وجامعة تسيتاو/جورليتس بتوقيع مذكرة تفاهم مع جامعة ساكسونيا مصر ومدرسة ساكسونيا الدولية. الهدف من مذكرة التفاهم هذه هو تعزيز الأنشطة الأكاديمية والعلمية المشتركة وتسهيل تبادل أعضاء هيئة التدريس والطلاب.
وفي أعقاب حفل الافتتاح سوف يقوم رئيس الوزراء ميشائيل كريتشمر بزيارة إلى المركز المصري الألماني للوظائف والهجرة وإعادة الإدماج. يقوم المركز بتوضيح سبل هجرة العمالة النظامية إلى ألمانيا ويدعم العمال المهرة من مصر في الإعداد للحياة في ألمانيا. وفي خلال زيارته سوف يتحدث رئيس الوزراء كريتشمر مع موظفي المركز المصري للوظائف والهجرة وإعادة الإدماج عن دورهم كما سوف يزور أماكن التدريب. تُعد مصر إحدى الدول التي تقع في محور اهتمام الولاية الحرة عندما يتعلق الأمر بتوظيف العمالة الماهرة - وخلفية ذلك هي خطة ولاية ساكسونيا المعتمدة في عام ٢٠٢٢ والتي تهدف إلى جذب العمالة الماهرة والعمالة الدولية إلى الولاية.
كما أكد الوزير كريتشمر: "نحن نعاني في ولاية ساكسونيا من نقص حقيقي في العمالة الماهرة في العديد من المجالات - على سبيل المثال في مجالات الرعاية والمجال الصحي ومجال الحرف. وهذا يعد تحدياً يتعين علينا مواجهته. نود أن نعمل مع شركائنا في مصر من أجل إيجاد حلول لهذا التحدي. والهدف هو توفير فرص عمل للشباب من خلال التدريب والهجرة. يتعين أن يستفيد الطرفان - مصر وولاية ساكسونيا الحرة - من ذلك. لا يمكن حل إشكالية نقص العمالة الماهرة بإجابات بسيطة، ولكن من خلال الشراكات القائمة على المساواة بين الطرفين والثقة المتبادلة. نحن يمكننا اتخاذ خطوات مهمة في الاتجاه الصحيح."
وفي إطار زيارته للقاهرة سوف يجري رئيس الوزراء كريتشمر كذلك محادثات مع ممثلين سياسيين رفيعي المستوى، حيث سوف يتباحث مع رئيس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولي حول سبل تعزيز الروابط القائمة بين ساكسونيا ومصر، ولا سيما توسيع نطاق التعاون في مجال التدريب المهني من أجل تلبية الطلب المتزايد على العمالة الماهرة في ساكسونيا وكذلك تلبية احتياجات العدد الكبير من الشباب في مصر.
كما سوف يكون الربط بين العلماء من الجانبين وتكوين شبكات تواصل فيما بينهم وتشجيع العلماء في المشاريع البحثية المشتركة موضوعاً من بين موضوعات اللقاء. تتعاون المؤسسات البحثية من ولاية ساكسونيا الحرة مع شركائهم من مصر في مجالات الطب الشخصي وعلوم المواد وتكنولوجيا الرقائق.
كما سوف يركز اللقاء مع وزير التربية والتعليم على الأفكار الخاصة بتدريب وكسب العمالة الماهرة وكذلك تنظيم التدريب المهني الدولي. وعقب ذلك سوف يلتقي رئيس الوزراء كريتشمر بوزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي للتباحث حول الوضع السياسي الراهن في كلا البلدين وكذلك حول موضوع الهجرة. ويتضمن البرنامج أيضاً لقاءات مع الجهات الاقتصادية الفاعلة من بينها ممثلي غرفة التجارة الألمانية في الخارج والشركات الألمانية التي لها فروع في مصر.
سوف تنتهي الزيارة في يوم الخميس ١٠ أبريل بلقاء مع الدكتور ديتريش راو، مدير المعهد الألماني للآثار بالقاهرة وزيارة إلى منطقة أهرامات الجيزة. كما سوف يقدم الدكتور راو الذي كان يشغل منصب أمين المتحف المصري في مدينة لايبزيج حتى عام ٢٠٢٢ معلومات عن التعاون الثقافي والعلمي مع الشركاء الألمان في مجال الآثار